قصة "يوسف والصدق الثمين"
كان يوسف ولدًا صغيرًا يعيش مع أسرته في قرية جميلة وهادئة. اشتهر يوسف بذكائه وحيويته، وكان الجميع يحبه لأنه دائمًا يساعد الآخرين ويُدخل السرور إلى قلوبهم. لكنه كان يواجه مشكلة صغيرة: أحيانًا، عندما يرتكب خطأ، يخاف أن يقول الحقيقة.
في أحد الأيام المشمسة، كان يوسف يلعب بالكرة في حديقة منزلهم. كان يقذف الكرة عاليًا ويركض وراءها بسعادة. وبينما كان يستمتع بوقته، قذف الكرة بقوة كبيرة، فطارت بعيدًا وارتطمت بزجاج نافذة جارهم العم سعيد، مما أدى إلى كسرها.
وقف يوسف في مكانه، مذهولًا مما حدث. بدأ قلبه ينبض بسرعة، وامتلأ بالخوف. فكر: "ماذا لو غضب العم سعيد؟ ماذا لو أخبر والدي؟" قرر أن يختبئ خلف شجرة كبيرة في الحديقة ليراقب الوضع.
بعد دقائق، خرج العم سعيد من منزله ونظر إلى النافذة المكسورة. تفقد المكان وسأل بصوت عالٍ:
"من كسر النافذة؟ أريد فقط أن أعرف ما حدث."
اختبأ يوسف أكثر، لكنه شعر بالقلق والخجل. تذكر كلام والدته التي كانت تقول له دائمًا:
"يا يوسف، الصدق هو أهم صفة في الإنسان. من يقول الحقيقة يُحترم ويُقدر حتى لو أخطأ."
ظل يوسف في مكانه يفكر. كان يعلم أن الهروب من الحقيقة لن يُصلح النافذة، ولن يجعله يشعر بالراحة. أخيرًا، قرر أن يواجه الموقف. خرج من مخبئه، وتوجه بخطوات مترددة نحو العم سعيد وقال بصوت منخفض:
"أنا آسف جدًا يا عم سعيد. لقد كنت ألعب بالكرة، وقذفتها بقوة دون قصد، مما أدى إلى كسر النافذة."
نظر العم سعيد إلى يوسف مبتسمًا وقال:
"أحسنت يا يوسف لأنك اعترفت بما حدث. الصدق صفة رائعة، وأنا فخور بشجاعتك. لا تقلق بشأن النافذة، سأصلحها، لكن في المستقبل، كن أكثر حرصًا أثناء اللعب."
شعر يوسف بالارتياح والفرح لأنه قال الحقيقة. عندما عاد إلى المنزل، أخبر والدته بما حدث. احتضنته والدته وقالت:
"أنا فخورة بك يا يوسف لأنك كنت شجاعًا وصادقًا. هذه الأخلاق هي ما تجعلنا نكبر ونصبح أشخاصًا أفضل."
منذ ذلك اليوم، أصبح يوسف أكثر التزامًا بالصدق، حتى في أصعب المواقف. وتعلم أن الاعتراف بالخطأ أفضل بكثير من إخفائه.
الدّرس: الصدق ليس فقط صفة جميلة، بل هو أساس الثقة والاحترام بين الناس، والشجاعة الحقيقية تكمن في قول الحقيقة مهما كانت الظروف.