عنوان القصة: "سامر والتحدي الكبير"
كان سامر طالبًا في الصف الخامس الابتدائي، معروفًا بخجله وهدوئه. كان يحب قضاء وقت فراغه في قراءة الكتب ورسم اللوحات الفنية. لكن سامر كان يتعرض للتنمر من بعض زملائه في المدرسة بسبب نظارته الكبيرة واهتمامه بالدراسة. كانوا يطلقون عليه ألقابًا مثل "الأستاذ الصغير" و"النظّارة العملاقة"، وكانوا يضحكون عليه كلما مر بجانبهم.
في البداية، حاول سامر تجاهلهم، لكنه بدأ يشعر بالحزن مع مرور الأيام. لم يكن يريد الذهاب إلى المدرسة، حيث كان يشعر وكأن الجميع يراقبه ويسخر منه. في إحدى الليالي، قرر سامر أن يخبر والدته بما يحدث. جلس معها وقال:
"أمي، لا أريد الذهاب إلى المدرسة بعد الآن. زملائي يسخرون مني طوال الوقت، ولا أستطيع تحمل ذلك."
ابتسمت والدته وربتت على كتفه وقالت:
"يا سامر، أحيانًا يتنمر الناس على الآخرين لأنهم يشعرون بالنقص أو لأنهم لا يعرفون قيمتك الحقيقية. أنت طفل مميز بذكائك وإبداعك. لا تدع كلماتهم تؤثر عليك، وحاول أن تظهر قوتك ومواهبك بدلًا من الشعور بالحزن."
في اليوم التالي، قرر سامر مواجهة يومه بشجاعة. أثناء حصة الرسم، أعلن المعلم عن مسابقة فنية ستقام في المدرسة، حيث سيُطلب من كل طالب رسم لوحة تعبر عن أحلامه. شعر سامر بالحماس، فقد كان الرسم شغفه الحقيقي.
بدأ سامر العمل على لوحته بجد واجتهاد. رسم منظرًا خياليًا مليئًا بالألوان، يظهر فيه عالمًا مليئًا بالسلام والتفاهم، حيث يعيش الجميع معًا دون تنمر أو سخرية. عندما انتهى من لوحته، كانت رائعة لدرجة أن المعلم أثنى عليه أمام جميع الطلاب.
لكن التنمر لم يتوقف تمامًا. قال أحد المتنمرين، واسمه ماجد:
"ما فائدة الرسم؟ إنه مجرد شيء عديم الفائدة!"
رد سامر بهدوء:
"الرسم هو طريقتي للتعبير عن نفسي وعن أحلامي. لكل شخص موهبة مختلفة، وأعتقد أنني سأثبت لك قريبًا أن الرسم يمكن أن يغير نظرتك."
جاء يوم المسابقة، وتم عرض جميع اللوحات أمام لجنة التحكيم وأولياء الأمور والطلاب. عندما رأى الجميع لوحة سامر، انبهروا بجمالها ورسالته العميقة. وقف أحد الحكام وقال:
"لوحة سامر ليست فقط رائعة من الناحية الفنية، بل تحمل رسالة إنسانية مهمة. إنها تذكرنا بأننا جميعًا يجب أن نعيش في سلام واحترام."
فاز سامر بالجائزة الأولى، وصفق له الجميع. حتى ماجد وزملاؤه الذين كانوا يتنمرون عليه شعروا بالخجل من أفعالهم، واقترب ماجد منه بعد الحفل وقال:
"أنا آسف يا سامر. كنت مخطئًا في الحكم عليك. لوحتك رائعة، وأتمنى أن تسامحني."
ابتسم سامر وقال:
"بالطبع أسامحك. الجميع يمكن أن يخطئ، لكن المهم أن نتعلم من أخطائنا."
منذ ذلك اليوم، تغيرت حياة سامر في المدرسة. أصبح أكثر ثقة بنفسه، وأصبح زملاؤه يحترمونه ويقدرون موهبته. أما ماجد، فقد أصبح صديقًا مقربًا لسامر، وبدأ يتعلم منه الرسم، مدركًا أن لكل شخص قيمة خاصة.
النهاية.
هذه القصة تعلم الأطفال أهمية مواجهة التنمر بالشجاعة والإصرار، وأن المواهب يمكن أن تكون وسيلة لتحويل المواقف السلبية إلى إيجابية.